وقفات رمزيّة للقوميّين في غالبيّة مناطق لبنان: لضرب الاحتكار والفساد ومواجهة التّقسيم بالدّولة الوطنيّة
أقامت منفّذيّات الكيان اللّبنانيّ في الحزب السّوريّ القوميّ الاجتماعيّ التّالية عكّار، الضّنيّة، طرابلس، الكورة، البترون، كسروان، المتن الشّماليّ، الضّاحية الشّرقيّة، المتن الأعلى، المتن الجنوبيّ، بيروت، طلبة بيروت الجامعيّين، الشّوف، صيدا – الزّهرانيّ – جزّين، النّبطيّة، صور، حاصبيّا، راشيّا، البقاع الغربيّ، زحلة، بعلبك الهرمل ومديريّة الشويفات (منفذيّة الغرب) وقفات رمزيّة تحذيريّة احتجاجيّة بوجه الأخطار المصيريّة الّتي تهدّد لبنان والأمّة على كامل أراضي الكيان اللّبنانيّ.
يأتي هذا التحرّك الرّمزيّ، تأكيدًا على قرار الحزب وقاعدته الشّعبيّة بالوقوف إلى جانب شعبنا، لنيل حقوقه، في إطار دولة وطنيّة يحكمها القانون والعدالة الاجتماعيّة ومفهوم المواطنة، وليس الاتفاقات المؤقّتة والتّسويات الطّائفيّة الّتي تُعيد إنتاج النّظام الطّائفيّ كلّ عقد أو أقلّ.
وأكّد القوميّون الاجتماعيّون أنّ وقفة اليوم تأتي في لحظات مفصليّةِ من عمر بلادنا، نتيجة الأوضاع االفاسدة الّتي قادتنا إلى ما نعايشه من انهيارٍ في مؤسّسات الدّولة ونظام المحاصصة الطّائفيّ، ومن تفكّك للاقتصاد الوهميّ والمزعوم الّذي خُدع به شعبنا طويلًا.
ولفت القوميّون الاجتماعيّون إلى أنّه على مدى عقودٍ من الزّمن لم يُنتِجِ النّظام الطّائفيّ المصطنع والهشّ في الكيانِ اللّبنانيّ إلّا الانهيارات والفقرَ والفساد والرّشوة والتّبعيّة العمياء لتجّار الدّين، ورجالِ السّياسة الفاسدين والحروبِ الأهليّة والصّراعات الدّاخليّة، ما سمح لعدوِّنا أن يتسلّلَ إلينا من ثغراتنا وضعفنا وانقساماتنا الطّائفيّة والمذهبيّة والمناطقيّة والعشائريّة.
وشدّد القوميّون الاجتماعيّون على أنّ تحكّم المصارف في اقتصادِنا وعقليّة الفوائد والاستهلاك والنّفع وتحالف رجال المصارف، بقيادة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وطغمة سياسيّة فاسدة وعقيمة تنصاع لأوامر وإرادةَ الخارج، كي تبقى حاكمة فوق كراسيها وفوقَ رؤوس شعبنا، ما بات يُشكلُ تهديدًا حقيقيّاً قاتلاً ووجوديًّا لبلادنا، والّذي تزامن مع حصار خارجيّ شرس يُفاقم الأزمةَ، ويصوِّبها بالإعلام ووسائل التّواصل الاجتماعيّ، شَرّاً وتأليبًا نحو خيار المقاومة ومواجهة العدوّ.
كما أكّد القوميّون الاجتماعيّون على أنَّ الإقطاعيّين والطّائفيّين يلقون اللّوم على النّظام “المركزيّ”، الباهتِ والهزيل، رغم تكرّيسه لوجودهم بدعم من الخارج، وباتوا ينادونَ بنظام جديد أسوء بكثير من النّظام القديم، يقوم في صُلبه على تقسيم طائفيّ جغرافيّ خبيث تحت صِيَغ الفيدراليّة والكونفيدراليّة واللّامركزيّة الإداريّة المُوَسّعة، مثبّتين علل الطّائفيّة والاستدانة والاستهلاك والتّبعيّة الاقتصاديّة، واضعين أمام شعبنا حلًّا وحيدًا هو الاستسلام لصندوق النّقد الدّوليّ، وتسليم غالبيّة مراكز القوى في البلد لمجموعة من المحتكرين الّذين يكدَّسون البضائع والحاجيّات الأساسيّة وأوّلها الوقود، لكي يُراكموا الثّروات على حسابِ شعبنا ووجعِه وألمه وأنينه وحقوقه، اعتقادًا منهم أنّ هذا الظّلم لا نهاية له.
وتوجّه القوميّون الاجتماعيّون من أبناء شعبنا في لبنان بضرورة التّعبير عن قدرته على الوحدة وتجاوزِ الحواجز بين مختلف الطّوائف والمذاهب، فهو الرّدُّ الطّبيعيّ على محاولات التّقسيم والفدرَلة، وتمويهِ الحقائق في أسباب الأزمة الاقتصاديّة المعيشيّة، وأوّلها، عقم النّظام الطّائفيّ، الديني، والسّياسي، والإقطاعي، المُوَلِّد للأزمات والفساد.
وأعلن القوميّون الاجتماعيّون رفضهم للسياسات المصرفيّة والهندسات الماليّة المشبوهة، وللديون الّتي راكمتها المصارف على الدّولة، ورفضهم للحريريّة السّياسيّة والاقتصاديّة، وخيار صندوق النّقد الدّوليّ، كما أعلنوا رفضهم للسكوت عن عصابات الاحتكار الّتي ستدفع عاجلًا أم آجلًا ثمن الذّلّ الّذي تُجبر شعبنا على تذوّقه وتحمّله.