الأسير عبد الله البرغوثي
67 مؤبّداً وعزيمةٌ لا تنكسر
وُلد الأسير عبد الله البرغوثي في 15 تشرين الأوّل 1972 في العاصمة الكويت، انتقل في فترةٍ لاحقة إلى الأردن، ثمّ حطّ في قريته ريما في الضّفة في فلسطين المحتلّة.
جذبته مقاومة الاحتلال منذ صغره، فشارك في حرب الخليج الأولى ضدّ القوّات الأميركانيّة واعتُقِل لمدّة شهر ، عندها لم يكن قد بلغ 18 من عمره بعد.
كما تعلّم البرغوثي صناعة المتفجّرات وصار خبيراً فيها فأقام معملاً للتصنيع العسكريّ وإنتاج العبوات النّاسفة والصّواعق في أحد مخازن بلدته بهدف قتال قوّات الدّولة اليهوديّة الزّائلة، مما وفّر للمقاومة أسلحة كثيرة من إبداعه.
ويعدّ البرغوثي صاحب أعلى حكم في التّاريخ
حيث صدَر بحقّه 67 حكماً بالسّجن المؤبّد (حوالي 5700 سنة)، والجدير بالذّكر أن حكومة الاحتلال قد رفضت شمله في صفقات إطلاق الأسرى بحجّة وقوفه خلف عديد من العمليّات الموجعة ضدّ الدّولة اليهوديّة الزّائلة.
وهو متّهم بثلاث عمليّات هي عمليّة الجامعة العبريّة، عمليّة مقهى “مومنت”، وعمليّة “ريشون ليتسون” الّتي بلغت حصيلتها 35 قتيلاً من المستوطنين و370 جريحاً، بينما يبلُغ مجموع القتلى في مجمل العمليّات المُتَّهم بها حوالي 66 قتيلاً و500 جريحاً، كما اتُّهم بإدخال عبوات ناسفة إلى إحدى شركات الغاز الرّئيسيّة في القدس المحتلّة.
وبعد عدّة محاولات فاشلة لأسره، وقع في قبضة قوّات العدوّ الخاصّة في 5 آذار 2003 أثناء خروجه من أحد مستشفيات رام الله حيث كان يعالج طفلته، فمكث في العزل الانفرادي في سجن “أوهلى كيدار” منذ اعتقاله حتّى 2012، عندما نجحت إحدى معارك الأمعاء الخاوية بعد 28 يوماً بإخراجه منه.
إضافةً إلى ذلك خاض في 2014 إضراباً مفتوحاً عن الطّعام لأكثر من 100 يوم، تعرّض على أثره لمشاكل صحيّة خطيرة ما زال يعاني منها حتّى اليوم.
والأسير البرغوثي حائز على شهادة في الهندسة الإلكترونيّة حيث نال مؤخّراً ومن داخل سجنه، درجة ماجستير في الدّراسات الإقليميّة، “مسار الدّراسات الإسرائيليّة” بدرجة جيّد.
وله مؤلّفات عدّة كتبها خلال فترة سجنه خارقاً حدود عزلته، منها، أمير الظّل (مهندس على الطّريق)، الشّهيد الحيّ (مهندس على الطّريق 2)، المقصلة (جواسيس الشّاباك الصّهيونيّ)، فلسطين العاشقة والمعشوق، بوصلة المقاومة، المقدسيّ وشياطين الهيكل المزعوم.
يشكّل الأسير عبدالله البرغوثي مصدر رعب لجنود العدوّ ومستوطنيه حتّى يومنا هذا، بأسلحته العنيفة المبدعة ونضاله الفكريّ والعلميّ، وعزيمته الّتي لم ينجح العدوّ بكسرها طوال 20 عاماً من الأسر والتّرهيب.