الشهيدة زهر أبي عسّاف

في 18 حزيران 1987 جرى تنفيذ عمليّة الحاصباني القتاليّة الاستشهاديّة النوعيّة التي جرت في الحاصباني داخل ما كان يُعرف بالحزام الأمنيّ، وهي عمليّة مشتركة للحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ – وحدة العميد الشهيد الأمين البطل محمد سليم، وجبهة النضال الشعبيّ الفلسطينيّ – مجموعة شهداء صبرا وشاتيلا.

وقد جرت العمليّة في منطقة لم تشهد أيّة عمليّة نوعيّة منذ الاندحار الصهيونيّ إلى داخل الحزام الأمنيّ ومنطقة العرقوب، حيث تمكّنت دوريّتان فدائيّتان من اجتياز خطوط دفاع العدوّ في منطقتَي زمريا وزغلة، ثمّ اخترقت خطوط التمركز الصهيونيّ عبر مواقعه المتشابكة وصولًا إلى المكان المحدّد لها سلفًا، حيث اشتبكت بجميع أنواع الأسلحة الرشّاشة والصاروخيّة والقنابل اليدويّة مع دوريّة راجلة للعدو الصهيونيّ، قُدّرت بسريّة، حيث دارت معركة عنيفة استمرّت أكثر من ساعتَين، استشهدت على إثرها الرفيقة الاستشهاديّة زهر أبو عسّاف، مواليد الجولان المحتلّ، ومن جبهة النضال الشعبيّ الاستشهاديّ سليمان جابر، وأُصيب الرفيق الاستطلاعيّ منير صفا بجروح، ثمّ نقلته قوّات الاحتلال إلى مرجعيون وصفّته. بعد ذلك تدخّلت مجموعة الإسناد الّتي قصفت قوّات العدو واشتبكت معها في معركة ضارية، وجُرح أحد أفراد المجموعة الّتي استطاعت قوّاتنا من نقله إلى خارج المنطقة.

ونتيجة ضراوة المعركة وشراسة رفقائنا في القتال، والخسائر التي مُنِيَ بها العدوّ، جعلته يدفع بتعزيزات كبيرة مؤلَّلة قُدِّرت بكتيبتَين، وقام بقصف المنطقة بالمدفعيّة الثقيلة البعيدة المدى، وقام رئيس أركان العدوّ الصهيونيّ بجولة تفقّدية لمنطقة حاصبيّا، واستدعى العميل أنطوان لحد للاجتماع به.

وكان موشي ليفي قد قام بهذه الجولة في ظلّ أجواء حماية أمنيّة مشدّدة، كشفت مدى الرُّعب الذي أثارته هذه العملية لدى العدو وعملائه.

(يُذكَر أنّ جثمان الشهيد الرفيق منير صفا والشهيدة الرفيقة زهر أبي عسّاف قد تمّت استعادتهما في عملية التبادل الأخيرة التي جرت بين العدو الصهيونيّ والمقاومة الإسلاميّة)

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى