الشهيد حسن موسى عبد الساتر

الاسم: حسن موسى عبد الساتر.
مكان وتاريخ الولادة: قرية إيعات – قضاء بعلبك عام  .1909
اقترن من السيدة زينب عبد الساتر ولم يُرزقا بأولاد.
التحق بسلك الدرك اللبنانيّ.
انتمى إلى الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ في منفذيّة بعلبك عام 1942، وكان استشهاده أمام البرلمان اللبنانيّ في ساحة النجمة في بيروت دفاعًا عن العلم اللبنانيّ في 28 نيسان 1944.

حاول الذين ساءهم أن يستقلّ لبنان عن “أمّه الحنون” فرنسا، في 27 نيسان 1944 أن يُعيدوا عقارب الساعة إلى الوراء، مستغلّين مناسبة الزيارة الأولى التي يقوم بها النائب المنتخَب عن زغرتا يوسف كرم إلى البرلمان، للاستيلاء عليه وطرد النوّاب منه وإسقاط العلم اللبنانيّ، عساهم بذلك يستعيدون عهد الانتداب الفرنسيّ.
الأمين مصطفى عبد الساتر يروي في كتابه “أيام وقضية”، أنّ موكب النائب يوسف كرم ما أن انطلق من زغرتا، حتى راحت ترفده على طول الطريق مواكب أخرى تنضمّ جميعها إلى حشد ضخم كان يتنظرها في محلّة الجميزة في بيروت، لتزحف جميعها إلى ساحة النجمة (حيث البرلمان) تهتف لفرنسا وليوسف كرم، فيتحوّل مبنى البرلمان والنفر القليل من رجال الأمن الذين يحرسونه، جزيرة صغيرة وسط بحر من الرجال المسلّحين المتحمّسين لفرنسا وليوسف كرم .
انطلقت الشرارة عندما زرع المتظاهرون العلم اللبنانيّ القديم (العلم القديم عبارة عن علم فرنسا في وسطه أرزة) على باب البرلمان، وحاولوا إنزال العلم الجديد الحاليّ عن مبنى المجلس. تصدّى لهم عند باب المجلس نفرٌ قليل، في عداده الصحافيّ آنذاك (النائب لاحقًا) نعيم مغبغب، الذي أطلق النار من مسدّسه على محاولي إنزال العلم اللبنانيّ.
كان الوضع ميئوسًا منه، وقد بدأت المعركة، لولا رجولة وبطولة رجال درك بعلبك. أخذ الحماس بحسن عبد الساتر، الذي راح يحدو بصوته الجهوريّ متصدّيًا ببطولة للمهاجمين، مستثيرًا نخوة رفقائه. لفتَ صوته العالي وغزارة رصاصه المهاجمين والفرنسيّين المتمركزين في بناية الهاتف المقابلة، فأسقطوا الرفيق حسن عبد الساتر برصاصة في رأسه، توفّي بعدها في اليوم التالي في مستشفى أوتيل ديو.

مأتم الرفيق الشهيد حسن عبد الساتر

استقبل أبناء مدينة بعلبك والجوار جثمان الرفيق الشهيد حسن عبد الساتر عند مدخل بعلبك في حشود غفيرة، وقد استثارتهم المعركة البطوليّة وموقف الرفيق الشهيد، فرفعوا الأعلام اللبنانيّة الجديدة، وأمام سراي بعلبك ألقى الأمين مصطفى عبد الساتر خطابًا قوميًّا أبّن فيه رفيقه وقريبه وطريق بطولته، واستشهاده، ممحفّزًا النقمة على الفرنسيّين وعملائهم.
جدير بالذكر أنّ الطريق من بعلبك إلى إيعات تمرّ من أمام مركز الأمن العام الفرنسيّ بجانب هياكل بعلبك، وكانت الدائرة الوحيدة في بعلبك التي لا تزال ترفع العلم الفرنسيّ.
يقول الأمين مصطفى عبد الساتر، وكان يتولّى آنذاك مسؤوليّة منفّذ عام بعلبك، “قبل دخول الجثمان إلى بعلبك حسبت للأمر حسابه، وأعلنت رفضي بأن يمرّ الجثمان تحت العلم الفرنسيّ. وكان رئيس المركز قريبًا لي، اتّصلت به ودعوته إلى إنزال العلم الفرنسيّ حتى لا نضطرّ إلى إنزاله بالقوّة، الأمر الذي يُسفر عن مهاجمة المركز وإحراقه. حاول إقناعي بروابط القربى أن أعزف عن ذلك، وأصرّ كلّ منّا على موقفه.
استدعيت نفرًا من المتحمّسين، قوميّين وسواهم، وهيّأنا الخطّة لاقتحام المركز وإحراقه وإنزال العلم الفرنسيّ ساعة مرور الجثمان أمام المركز. وقد أظهر الشبّان اندفاعًا وحماسًا في ذلك، ولكن عملية الاقتحام لم تجرِ لأنّ الأوامر جاءت من بيروت إلى مركز الأمن العام بإنزال العلم الفرنسيّ.
وهكذا طُوي آخر علم فرنسيّ كان ما زال مرتفعًا في سماء بعلبك.
لم تمنح الدولة اللبنانيّة الشهيد الرفيق حسن عبد الساتر “ميداليّة”، ولا حتى أدرجت اسمه في عداد شهداء قوى الأمن الداخليّ. ولم يصلنا أنّها ذكرته يومًا عند الحديث عن معركة الاستقلال.
في لبنان يُكرَّم العملاء ومن يعتبرهم النظام السياسيّ المُنحطّ أبطال الاستقلال، ويُطلق على شوارع وطرقات وساحات لبنان أسماء محتلّيه ورموز مستعمريه وأزلامه، ويكثر عليه، لأسباب عدّة، الاعتراف بشهادتهم الناصعة.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى