بهذا الإيمان نعمل

 الأمين ادمون ملحم
 
نحن، أبناء النّهضة القوميّة الاجتماعيّة، نعشق الحياة الشّريفة بكلّ مظاهرها وتجلّياتها الجميلة وبكلّ قيمها وفضائلها السّامية… وانطلاقاً من إيماننا القوميّ الاجتماعيّ، نحن معنيّون بفرح النّاس وسعادتهم، بأحلامهم وآمالهم، بآلفتهم وتآخيهم، بوحدتهم وتكاتفهم، وبتعاونهم في سبيل خير المجتمع وفلاحه.

إنّ شعبنا، العريق بتاريخه ومآثره والخلّاق بنفسيّته العظيمة ومنجزاته… شعبنا الّذي وضع أسس الحضارة في التّاريخ وأعطى نور المعرفة للعالم، وقدّم الرّسالات الإلهيّة والفلسفات الاجتماعيّة والشّرائع التّمدنيّة ووزّعها على الأمم الأخرى لتكون منارات لها على دروب الفضيلة والعدالة والسّلام، هذا الشّعب القدير يستحق كغيره من شعوب العالم أن ينهض من قبر التّاريخ وأن ينعم بحياةٍ حرّة، شريفة، فيها الفرح والأمل والطمأنينة والاستقرار وفيها الخير والغنى والرفاهيّة والإنتاج، والتّجدّد، والرّقي، والتّفوّق، والنّجاح.  
 
ونحن أبناء الحياة والنّور، أبناء العقيدة القوميّة الاجتماعيّة، نصارع بالإرادة العقلانيّة الواعية للارتقاء بالأمّة وتحسين حياتها بجميع وجوهها لأنّ غايتنا الأخيرة هي حياة الأمّة وجمالها وخيرها وحسنها ورقيّها…
 
نحن نعشق الحياة الجميلة، حياة الخير والحقّ والجمال، ونصارع بمبادئنا قوى التّفرقة والظّلام والحزبيّة الطّائفيّة… قوى الحقد والنّفاق والتّكاذب والتّدجيل والاستغلال.
 
نحن نعشق الحياة القوميّة الصّحيحة، حياة الآخاء والتّعاون والتّكاتف والوحدة والنّهوض، ونصارع قوى الذّلّ والضّعف والجمود والخنوع والاستسلام وقوى الباطل والشّرّ والطّغيان…

نحن نرفض الرّذائل والأحقاد والمثالب والمفاسد، ونصارع بمبادئنا من أجل انتصار قيم مجتمعنا السّامية وإحياء فضائله الجميلة.

ونحن نرفض ثقافة الهزيمة والتّخاذل والاستسلام وحياة الذّلّ والانحطاط، ونقاتل في سبيل الدّفاع عن وجود الأمّة وسيادتها وحرّيّتها ونجاهد من أجل تقدّمها وارتقائها مقام العزّ والشّرف.

نحن نعشق حياة العزّ والحرّيّة والشرف والكرامة، ونقاتل بالدّماء الحارّة الّتي تجري في عروقنا أعداء الأمّة الطّامعين بحقوقها وخيراتها وفي طليعتهم الصّهاينة المجرمين الّذين يغتصبون الأرض ويشرِّدون الشّعب ويمارسون أبشع أنواع القهر والإرهاب. نحن لا نفرّط بحقوق الأمّة وثرواتها، بل نقاتل بدمائنا ونقدّم الشّهداء لندافع عن حقوقنا ولنحوِّلَ وطننا إلى وطن الزّوبعة الحمراء المنطلقة لتحطّم كلّ ظلمٍ وذلٍّ وقبحٍ، وكلّ عمالة وشرّ وعدوان، ودماء شهدائنا الأبرار في لبنان وفلسطين وفي الشّام تؤكّد على صحّة ما نقول.
 
نحن نؤمن بنفوسنا وحقيقتنا وننهض بمناقب جديدة تبغي الخير العامّ والتّفاني من أجله… ننهض بقيم الخير والحقّ والعطاء ونعمل بعزمٍ وإيمانٍ وتفانٍ وإخلاص وببطولة ساحقة للأهواء والنّزوات الفرديّة ونسير بخطى ثابتة وعزيمة ماضية وإيمان لا يتزعزع في عقيدة جليّة تساوي وجودنا من أجلها نقف معاً ونسقط كلّنا معاً.
 
وبإيماننا القوميّ الاجتماعيّ، نحن نزرع الأرض حبّاً وعطاءً ووعياً وقيماً، ونعمل بكلّ عزيمة صادقة ونكران للذّات لانتصار مبادئنا المناقبيّة وعزيمتنا، كما يقول سعاده: “هي عزيمة تطلب الموت متى كان الموت طريقاً إلى الحياة”.
 
نحن نعطي دائماً بوعي وصدق وسخاء من أجل القضيّة الّتي تساوي وجودنا. ونحن كلّما بذلنا وقدّمنا عطاءات وتضحيات، ازداد شعورنا بالسّعادة وازداد إيماننا بأنّنا نصنع فارقاً إيجابيّاً في حياة المجتمع. فالعطاء هو شرف ووسام على صدورنا. هو قوّة جميلة تنبع من قلوبنا وتعطي حياتنا مغزى وتثري نفوسنا غبطةً وسعادةً لأنّ عطاؤنا هو فعلٌ واعٍ ومقصود يعود مردوده لغاية سامية هي تحقيق الحياة الحرّة، الجميلة، لأمّتنا والوصول إلى عالم إنسانيّ جديد أفضل من الموجود تسوده أجمل وأسمى القيم الإنسانيّة والأخلاقيّة العليا.
 
نحن لسنا جماعة تبجّح وأقوال وبيانات، بل جماعة تفكير، وتنظيم، وعمل، وبناء… جماعة أخلاق وصراع تحبّ الحياة الحرّة، حياة العزّ والخير، وتواجه ما يعرقل مسيرتها بمناقب البطولة والتّضحية والفداء.

وفي سيرنا وجهادنا لا تخيفنا ضغوطات ولا تثنينا صعوبات… أحياناً كثيرة نتلقّى إساءات وضربات فنتألّم ونصبر “ولكننا لا نذلّ ولا ننسحق”، وأحياناً أخرى يُساءُ فهمنا، ولكن نحن لا نحقد على الّذين يسيئون إلينا ولا نبخل عليهم بالمحبّة القوميّة وبالعزّ القوميّ الّذي ننهض به لأنّ زعيمنا أوصانا: “إذا غلط ابن أمّتك فلا تجعل من غلطه سبباً لعداوة داخليّة، بل إعمل على إصلاحه”. والحقّ نقول، إنّ إساءة فهم الآخرين لنا لا تدفعنا للتّراجع والإحباط فكما يقول المعلّم: “سواء أفهمونا أم أساؤوا فهمنا فإنّنا نعمل للحياة ولن نتخلّى عنها.”

هذا ما نؤمن به نحن القوميّين الاجتماعيّين، وبهذا الإيمان الّذي نسير به لنحقّق أماني المجتمع وآمال الشّعب النّبيلة، سيظلّ هتافاً مدوّياً لتحيَ سورية وليحي سعاده.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى