رئيس الحزب ينعى ميخائيل معطي: رفيق حمل للعالم تتمّة لرسائل بلادنا الحضاريّة
الحركة السّوريّة القوميّة الاجتماعيّة… نشأت لإحياء المناقب الجميلة السّامية، لتحيا أمّة عظيمة بأجيالها المتجدّدة بالتّعاليم الجديدة. سعاده
بوهج العقل وبَصْمة المعرفة ينعى رئيس الحزب السّوريّ القوميّ الاجتماعيّ الأمين ربيع بنات إلى القوميّين الاجتماعيّين في الوطن وعبر الحدود وفاة الرّفيق العالم الدّكتور ميخائيل معطي عن عمر يناهز ال 91 عامًا قضاها في ميادين استنهاض العقل في أمّتنا، مُنكَبًّا على البحث في تكوين بيئة سورية الطّبيعيّة وتاريخها، والعوامل المؤثّرة بها، فارضًا حقيقته على هذا الوجود بنبراس الحقّ وفلاح الخير ومعموديّة الجمال.
الرّفيق ميخائيل من مواليد 1932، انتمى لصفوف الحزب عام 1955، تبوّأ العديد من التّكاليف الحزبيّة في منفّذيّة الحصن ومديريّات دمشق الجديدة، مرمريتا والقصاع، كما عُيِّن نائبًا لرئيس المكتب السّياسيّ في الشّام وعضوًا في لجنة الإعداد العقائديّ والثّقافيّ في الحزب، وقد مُنِح وسام الثّبات من رئاسة الحزب عام 2010.
سَبَر الرّاحل أغوار البحث العلميّ مكرّسًا حياته لها، فأغنى المكتبة العلميّة السّوريّة والعالميّة بالدّراسات والمؤلّفات النّوعيّة منها: علم المستحاثّات (الباليونتولوجيا)، مدخل إلى علم الجيولوجيا، السّتراتغرافيا، الخرائط الجيولوجيّة، مبادئ الجيولوجيا الطّبقيّة، الجيولوجيا التّاريخيّة، الجيولوجيا الطّبقيّة (السّتراتغرافيا)، كنوز الأرض – رحلة عبر تراث سورية الجيولوجيّ. (هذا الكتاب يعتبر مرجعًا للباحثين العالميّين في الجيولوجيا الطّبقيّة، حيث تم نشره باللّغتين العربيّة والإنكليزيّة).
كما قدّم العديد من الدّراسات العلميّة المتخصّصة في مجالات النّفط، الثّروة المعدنيّة، الرّيّ والسّدود منها: دراسة جيولوجيّة ووضع خارطة جيولوجيّة لموقع سدِّ الباسل على نهر الأبرش في منطقة صافيتا، دراسة جيولوجيّة ووضع خارطة جيولوجيّة لموقع سدّ تلدو شمال غرب حمص، دراسة جيولوجيّة لنفق جرّ مياه نبع الفيجة إلى دمشق وللخزانات العملاقة في قلب جبل قاسيون، تدقيق الدّراسات الجيولوجيّة لسدِّ أفاميا في منطقة الغاب، تدقيق الدّراسات الجيولوجيّة لسدّ الدّويسات في منطقة جسر الشّغور، دراسة الوضع الجيولوجيّ لحوض سدِّ السّخابة في المنطقة السّاحليّة وتحديد أسباب التّسرّبِ المائيّ في بحيرة السّدّ، والمشاركة في وضع المعجم الجيولوجيّ لهيئة الطّاقة الذّرّيّة السّوريّة.
وفي الأبحاث المخبريّة المتخصّصة اكتشف الرّفيق ميخائيل خمسة أنواع جديدة من المستحاثّات، أربعة منها محفوظة في متحف التّاريخ الطّبيعيّ في باريس، أحدها أطلق عليه اسم سورية (Syriana)، ونوع أخر أطلق عليه اسم (moutyi) محفوظ في متحف التّاريخ الطّبيعيّ في جنيف، كما صنّف مجموعة مستحاثيّة نموذجيّة مميّزة عالميًّا لطوابق الكريتاسيّ الأدنى، محفوظة في متحف التّاريخ الطّبيعيّ في جنيف في سويسرا تحت اسم “مجموعة معطي”.
أمّا على الصّعيد الأكاديميّ، فتولّى رئاسة قسم الجيولوجيا في جامعة دمشق، رئاسة قسم الجيولوجيا والخامات النّوويّة – هيئة الطّاقة الذّرّيّة، رئاسة الجمعيّة الجيولوجيّة السّوريّة، رئاسة مجلس أمناء جامعة الوادي السّوريّة الألمانيّة الخاصّة وعضو لجان تحكيم أطروحات دكتوراه الدّولة في الجامعات الفرنسيّة التّالية: جامعة باريس، ستراسبورغ، جامعة نيس، مرسيليا وجامعة نانسي، هذا وحاز على جائزة المجلس الأعلى للعلوم للعام 1966 وجائزة باسل الأسد للبحث العلميّ للعام 1997.
برحيل الرّفيق العالم الدّكتور ميخائيل معطي تخسر الأمّة شعلة مستفيضة الحُمَم المعرفيّة، المُشعّة عطاءً متجدّد البذل في تثبيت مسار المنهاج العلميّ في مقاربة المسائل، ويخسر الحزب هامة متوهّجة الحضور في ميادين الواجب الوطنيّ، ورسولًا حمل من بلاده إلى العالم تتمّة لرسائل سورية العلميّة، البحثيّة، المعرفيّة والحضاريّة، متسلّحًا بإثمنا الكنعانيّ المتجذّر في خصال النّفس السّوريّة الأصيلة، ليؤكّد أنّ سورية معجن العلماء، ومنجم العقول المتمايزة في تقديم النّموذج الجذريّ في استخدام البحث العلميّ وأدواته لخير الإنسانيّة وتقدّمها وارتقائها.