في يوم الأرض: تبقى معركة وجود لا معركة حدود

لطالما كانت الأرض لدى شعبنا مصدر قداسةٍ إلى جانب كونها مصدر حياة، لذلك كان التّخلّي عن الأرض عمل خيانةٍ للهويّة وللأمّة. وهذا ما حدا بأبناء شعبنا على امتداد الوطن إلى التّمسّك بكلّ حبّة تراب من أرضه، وهذا ما جعل من حضرة الزّعيم يشدّد على مفهوم الإثم الكنعانيّ الذي وُصف به السّوريّون تاريخياً لاعتبارهم المقدّس يكمن في الأرض لا في السّماء. لذلك كانت أحداث يوم الأرض في 30 آذار 1976، فرصةً أمام أبناء شعبنا في جنوبنا المحتلّ لإثبات هذا المسار في الانتماء إلى الأرض، وللتمسّك بالأرض التي لا يمكن أن تكون هويّتها إلّا سوريّةً فلسطينيّة.


انطلقت الأحداث بعد أن أعلنت سلطات الاحتلال اليهوديّ خطّةً بتهويد منطقتي الجليل والنّقب، وصادقت حكومتهم على قرار مصادرة أراضٍ فلسطينيّة خصوصاً في بلدات “سخنين، وعرابة، ودير حنا، وعرب السواعد”، تبلغ مساحتها 21 ألف دونم؛ حيث بدأ تنفيذ القرار على نطاق واسع يوم 29 آذار 1976. وهذا ما دفع شعبنا ضمن منطقة الجليل، في اليوم التّالي، إلى المواجهة باللّحم الحيّ من أجل الحفاظ على أرضه وانتمائه إليها، ما أدى إلى سقوط مجموعةٍ من الشهداء والجرحى الذين تمكّنوا من الوقوف حجرة عثرةٍ أمام هذا المشروع.


إنّنا، في الحزب السّوريّ القوميّ الاجتماعيّ، إذ نحيي هذه الذّكرى ونحيّي أهلنا الصّامدين في الجليل وكلّ بقاع فلسطين، نعلن أنّ معركة الأرض تبقى مستمرّةً لأنّها ليست معركة حدودٍ بل معركة وجود، ولأنّ الإثم الكنعانيّ ما زال جزءاً أصيلاً من هويّتنا الثقافيّة والحضاريّة القوميّة.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى