مقابلة مع إذاعة الحزب القومي الاجتماعي حول الانقلاب في الشام
(يرى القارىء في مكان آخر من هذا العدد أخبار الانقلاب الذي حدث في دمشق في 30 آذار/ مارس 1949 التي رأينا أن نثبتها مجموعة في هذا العدد الأول من الجيل الجديد الذي يصدر بعد سنة كاملة من تعطيل إداري، نظراً لأهميتها في التطور السوري الجديد. وقد رأت إدارة هذه الجريدة أن توقف القُراء على رأي مركز النهضة القومية الاجتماعية التي هزّت بزوبعتها الثورية الفكرية والروحية والاجتماعية أُسس الحالة الاجتماعية والسياسية في البلاد في جميع الدول السورية. فتوجه مندوبنا إلى مركز الحزب القومي الاجتماعي واتصل أولاً بعمدة الإذاعة فقابله وكيل العميد وأجابه على الأسئلة التالية):[1]
س ـ ما رأي الحزب القومي الاجتماعي في الانقلاب الذي حصل في الجمهورية السورية؟
ج ـ إنّ الحزب القومي الاجتماعي يرحب كثيراً بالقضاء على سياسة الأثرة الشخصية ولكنه يعمل في أوساط الشعب على بناء النفوس في النهضة القومية الاجتماعية كما قال الزعيم تكراراً.
إنّ الحزب القومي الاجتماعي يعمل للإصلاح في الأمة في الشعب الذي هو مصدر كل إصلاح حقيقي، فنحن حركة تفعل فعلها المحيي في موارد الأمة الحية في النفوس، ونحن ننهض من صميم الشعب ـ من عماله وفلاحيه الكادحين ومن أصحاب المهن الحرة ومن المثقفين وأصحاب الاختصاص، شاعرين بآلام الشعب مدركين قضيته العظمى واعين حقيقته. فإذا نشأت حركة انقلابية كالتي حدثت في دمشق وأخذت اتجاهاً إصلاحياً قومياً اجتماعياً، فالحزب يرحب بها لأنها خطوة من فوق، عن طريق الحكومة والإدارة سهّل عمل فاعلية النهوض القومي الاجتماعي، خصوصاً حين تكون العناصر القومية الاجتماعية معتمدة في التطور الجديد.
إننا نتمنى للانقلاب الذي حدث في دمشق أن يكون خلواً من العناصر غير السليمة النية، وأن لا تدخله عناصر تحمل الخبث والمطامع الشخصية، وأن يبتدىء عهداً غير شخصي أناني فتجد النهضة القومية الاجتماعية فيه ما يمكنها من متابعة عملها البنائي وإصلاحها الشعبي العظيمين.
س ـ ما رأي الحزب القومي الاجتماعي في تصريحات رئيس حكومة الانقلاب القائد حسني الزعيم في صدد تركية؟
ج ـ إنّ الإدارة الحزبية اطلعت على ما نشرته الصحف من تصريحات، وهي تدرس هذه الظاهرة الجديدة السياسية وتتبع تطور الموقف السياسي، خصوصاً في ما يختص بحقوق سورية في كيليكية والإسكندرونة اللتين انتزعتا من السيادة السورية وسلختا عن جسم الوطن السوري في عهد الاحتلال الفرنسي، ونحن نحاول التثبت من صحة التصريحات المذكورة قبل كل شيء.
س ـ ما رأي الحزب القومي الاجتماعي في موقف حكومة الانقلاب في الشام من المفاوضة مع اليهود للوصول إلى هدنة ثابتة ومن مناورات اليهود؟
ج ـ إنّ الزعيم مسرور جداً من الموقف الحازم الذي وقفه الجيش تجاه المناورات اليهودية التي يستعملها اليهود مغتنمين الفوضى المسيطرة على أنحاء عديدة من الوطن.
إننا نجد في موقف حكومة الانقلاب الصلب وفي معنويات الجيش التي ظهرت بقوة شاهداً على صدق نظرية الزعيم القائلة: إنّ قسماً من القوات السورية القومية المنظمة كاف للوقوف في وجه المطامع والمحاولات اليهودية المؤيدة سياسياً من قبل بعض الدول. فنحن نهنىء الحكومة الانقلابية والجيش تهنئة حارة للموقف الجازم على الحدود في وجه الغرور اليهودي.
إنّ الأمة السورية تقدر بنهضتها القومية الاجتماعية أن تضرب الغرور اليهودي وتسحقه.
[1] أعيد نشرها في عدد نيسان/ أبريل سنة 1951 في النظام الجديد، بدون جملة “واتصل أولاً بعمدة الإذاعة فقابله وكيل العميد”.
الجيل الجديد، بيروت،
العدد 6، 13/4/1949