يوم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
في العاشر من كانون الأول 1948، تبنّت ما يسمّى بـــــ”الجمعية العامة للأمم المتحدة” الاعلان العالمي لحقوق الإنسان، معتبرةً إياهُ أحد أهم إنجازاتها (تُرجم الى 500 لغة)، وأمطرتهُ بسيلٍ من مصطلحات: الكرامة الانسانية والعدالة والمساواة وحق تقرير المصير وحرية الرأي … إلخ.
ولعل المُدهش فيه أنّ السيدة “إليانور روزفلت” عقيلة الرئيس الأمريكي (تيودور روزفلت) كانت مندوبة بلادها في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأوّل من ترأّس لجنة حقوق الإنسان، حيث قامت بلعب دورٍ فاعلٍ في صياغة هذا الإعلان.
ولا مشاحة في أنّ للدهشة أسبابُها، فقبل هذا التاريخ بخمسة أشهر، كانت بلادها برئاسة (ترومان) بين أوائل المعترفين بقيام الكيان المحتلّ غاصبةً حق شعبنا في بقعةٍ عزيزةٍ من سورية الجنوبية، هي فلسطين ، فكان منحُ “حقٍ” لمن لا حق له.
أيها السوريون القوميون الاجتماعيون،
ما لا شكَّ فيه أنّ الأمم الضعيفة لطالما كانت لُقمةً سائغة في فاهِ الأمم الأقوى. وعليه، كنتم هذا الحزب الذي وحّدتم إيمانكم وعقائدكم فيه، منطلقين إلى أفقٍ أعلى وغايةٍ أسمى، وهي “جعلُ الأمة السورية هي صاحبة السيادة على نفسها ووطنها”، فكافحتم وناضلتم، منجزين معركة تحرير أنفسكم من السيادة الأجنبية، وما بقي، أكّد عليه سعاده قائلاً لكم: “لكن، بقي علينا أن ننقذ أمتنا بأسرها، وأن نحرر وطننا بكامله”، فما كان منكم إلا التضحية وتسطير البطولات المؤيّدة بصحة العقيدة، نهجاً وممارسةً، في سبيل استعادة حقوق أمّتكم وإنسانكم، المُنصهر في وجدان مجتمعكم بقوميّةٍ خالصة.
فمنذ ديجور “إعلانهم”، وما قبلهُ بكثير، أشرقت شمسُ أعمالكم، وما زالت على مدى تسعة عقودٍ خلت، كنتم من خلالها شُهوداً وشهداء، تنيرون دروب الأجيال وتوقدون مشاعل الحرية.
فيا أبناء سورية، وفي كل بقعةٍ محتلّةٍ من أرضها، لكم منّا عهدُ سعاده الذي قال: “إن حقّاً من حقوقكم لن يُهضم وفي السماء شمسٌ تحتضن الكون بشعاع الحياة. إنها لن تُهضم وفجر النهضة السورية القومية ينفجرُ في آفاق سورية وأجوائها”، وإنّا لهُ لحافظون.