بيان 15 أيّار: ذكرى مرور 74 عاماً على إعلان قيام الكيان اليهوديّ الزّائل

أيّها السّوريّون القوميّون الاجتماعيّون، أيّها المواطنون في الأمّة السّوريّة الّتي واجَهَت مِراراً وتكراراً الاحتلالات والاجتياحات وحافظت على وجودها، إلى أن انعقد مؤتمرُ «بال» سنة 1897 وأطلقَ «الحركة الصّهيونيّة»، الّتي ادّعت أنّ لليهود حقّاً تاريخيّاً على ترابِنا، تحت مُسَمّى «أرض الميعاد»، مستغلّين نفوذهم لشراء وتضليل العالم، عبر ترويج أكاذيبهم وتزوير حقائق التّاريخ والجغرافيا، متحالفين ومتواطئين مع قوى الاستعمار. ولم تكن معاهدةُ «سايكس- بيكو» ووعد «بلفور» إلاّ تمهيداً وتسهيلاً لإعلانِ قيامِ كيانِهم.

لقد حذّر ونبّه سعاده باكراً من خطر الخطّة الصّهيونيّة منذ بداية سنة 1925. وهو قد أعدّ العدّة العمليّة للمواجهة، عبر تأسيس الحزب السّوريّ القوميّ الاجتماعيّ، الخطّة النّظاميّة المُعاكِسة، عاملاً لبعثِ نهضةٍ تحرّر الإنسانَ والأرضَ، داعياً إلى الجهاد من أجل ردع ودحر الأعداء.

بدأت العصاباتُ اليهوديّة الصّهيونيّة المدعومة من بريطانيا، بارتكاب المجازر في فلسطين، وتهجير أصحابِ الأرض ومُصادرةِ الممتلكات. إلى أن نهضَ شعبُنا، وافتَتَح ملاحم المقاومة والبطولة، مقدِّماً قرابين الفداء على مذبحِ الأمّة، باذلاً مئات الشّهداء والجرحى والأسرى.

سارَعَ القوميّون الاجتماعيّون إلى القتال، بدءاً بمعركة جبال الخضر في بيت لحم سنة 1936، وعزّزوا لاحقاً فرق القتال في حيفا، عكّا، اللّدّ والرّملة. وقال الزّعيم: «لا يُخيفُ أصحابَ الحركة الصّهيونيّة التّهويل من بعيدٍ والجعجعة، بل الشّيء الحقيقيُّ الّذي يُخيفُهم هو الموت».

عانى حزبنا الأمرَّين سجناً وملاحقةً وتآمُراً عليه وعلى الأمّة، ومُنِعَ السّلاحُ عنه. لتسقطَ بعدها أجزاء من فلسطين بأيدي العصابات اليهوديّة الصّهيونيّة سنة 1948.

فجاءت كلمات سعاده كوقع الرّصاص: «إنّ اليهودَ قد انتصروا في الجنوب على يهودِنا نحن، ولم ينتصروا على حقيقة الأمّة السّوريّة، ولن ينتصروا على حقيقة الأمّة السّوريّة».

نستذكرُ اليومَ معاً كلَّ هذا، كي نؤكّدَ لأنفسِنا ولشعبِنا أنّ اتّجاه بوصلتِنا صائباً وثابتاً وسيبقى. وأنّ المقاومةَ بكلّ أشكالِها، هي السّبيلُ الأوحد والأسلوبُ الأفعل لتحقيق التّحرير والانتصار، مستلهمين من مآثر شهدائنا القوّة والقدوة.

وكما قال سعاده: «إلى الأمام… فهي لذيذةٌ على سمع الأحرار».

المركز، في 15 أيّار 2022

عُمدة الإذاعة

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى