شخصيات وكتب

“نقلاً عن الآثار الكاملة، بيروت، ج 13، ص 24”

ذكرنا في الماضي أسماء بعض الشخصيات القومية الاجتماعية المعروفة والجديدة التي رأينا بعض مآثرها في الأخبار الأولى التي وردتنا في الأعداد الأولى من النشرة الحزبية الشهرية.

وقد زاد فرحنا عندما وافتنا المطبوعات والأخبار التالية بأسماء أشخاص جديدة تمد سلسلة الشخصيات الحزبية القديمة والناشئة.

الرفيق أسد الأشقر الذي جاء البرازيل والأرجنتين مرافقاً للزعيم وعاد إلى الوطن في سنة 1939، وبقى هناك كل مدة الحرب الأخيرة، فاشترك في الأعمال الحزبية في الوطن وقام بأعباء إدارية مركزية، وتولى في مدة قريبة رئاسة مجلس العمد، وأدى خدمات ذات قيمة للحركة القومية الاجتماعية. آخر ما بلغنا عنه أنه سافر إلى مصر حيث اجتمع ببعض الرفقاء، وعمل معهم على تنظيم فرع الحزب هناك، وقد ألقى محاضرة في النادي الشرقي في القاهرة كان لها وقع محسوس، وقدّم إلى ناموس الجامعة العربية عبدالرحمن عزام باشا مذكرة. وكان يقصد السفر إلى اميركانية ولكن فاجأه خبر وفاة شقيقه هناك المنسنيور بطرس الأشقر، ولا أخبار عندنا عن اعتماده خطته الأولى، أو عن رجوعه إلى الوطن. لقد أرسل إليه الزعيم تعزية بفقد شقيقه.

الرفيق غسان تويني شخصية جديدة نشأت في المبادىء السورية القومية الاجتماعية. هو إبن الصحافي المعروف جبران تويني صاحب جريدة النهار والنائب ووزير المعارف سابقاً في لبنان. برز الرفيق غسان تويني في جملة من برزوا بمواهبهم وخصالهم من طلبة العلم وبفهمهم للعقيدة السورية القومية الاجتماعية. فأهّلته خصائصه لتولي منفذية الطلبة العامة، ثم رقي إلى وكيل عميد الإذاعة، واشترك اشتراكاً فعالاً في الحركات الحزبية. وقد سافر مؤخراً إلى أميركانية لمتابعة دروسه العليا ‏والتخصص في بعض فروع العلم السياسي في جامعة هارفرد، وفي سفره عرّج على مصر حيث بقي نحو شهر فالتقى هناك بالرفيق أسد الأشقر واشترك معه في الأعمال.

الرفيق جورج مصروعه أديب ومعلم. كان من المعتقلين في سجن المية ومية في صدد الحزب القومي الاجتماعي، وتظهر شخصيته لأول مرة في نتاجه الأدبي في السجن المذكور فقد ألّف فى السجن رواية قومية تاريخية شيقة أسماها إبن زيكار استند في تدوين حوادثها التاريخية إلى أوثق المراجع التاريخية، وحلل فيها أهم أسباب تغلّب الغزاة على فينيقية، وتغلب الإسكندر على صور العظيمة، ودواعي إخفاق البطولة السورية القديمة فى الحروب الكبرى الفاصلة. والمغزى ينعكس على حالة سورية الحاضرة التي تشبه من بعص الوجوه حالة فينيقية القديمة. والرفيق مصروعه يدير الآن مدرسة قومية اجتماعية للأحداث حيث يعنى ببناء نفسية النشء على أسس التعاليم والمناقب القومية الاجتماعية. وفي اخبار العدد الرابع من النشرة الحزبية الصادر في العاشر من ديسمبر/كانون الأول 1944 أنه تزوج من الرفيقة جميلة عساف في احتفال قومي اجتماعي في أنطلياس.

الرفيق جبران جريج الذي فقد والده فى ظروف الملاحقات والاعتقالات وكان متخفياً فلم يتمكن من حضور مأتم والده وتشييعه إلى مقره الأخير لأن دوائر الملاحقة دسّت في المأتم عيوناً وأرصاداً لإلقاء القبض عليه فبقي بعيد! يرضي روح أبيه بإتمام واجبه نحو أمته. هو أحد هذه القوى الحزبية المتحركة بنشاط. تسلّم وكالة عمدة المالية مدة ثم العمدة وتقلب في وظائف متعددة ويسد الآن فراغأ في الأعمال المركزية.

الرفيق حلمي معلوف تغذى بتعاليم النهضة السورية القومية الاجتماعية وهو بعد حدث وفي دروسه الابتدائية. فاختمرت العقيدة القومية الاجتماعية في نفسه، وهو الآن من المناضلين والمنشّئين وله مقالات ستنشر في الزوبعة فيما بعد. وهو يشغل حالاً وظيفة مفوض تحرير لـ نشرة عمدة الثقافة المختصة بنشر الأبحاث الثقافية البحتة، وهي وظيفة ذات أهمية فكرية.

‎ الرفيق فوزي معلوف شقيق الرقيب حلمي والرفيق رشدي، هو أصغر أخوته وقد‏ ‏تشرّب الروح القومية الاجتماعية وتغذى بتعاليم النهضة في حداثته الباكرة. فأدرك الوعي القومي سريعاً، وتقدم بذكائه الممتاز في علومه ومعارفه القومية، وأهّلته مواهبه وخصاله لأن يُعيّن منفّذاً عامًّا للطلبة، حالاً في هذه الوظيفة محل الرفيق غسان تويني الذي ذكرنا خبره في ما تقدم.

الرفيقة كمال معلوف أبي شعر هي شقيقة الرفقاء الأستاذ رشدي معلوف وحلمي وفوزي معلوف تناولتها اليقظة القومية الاجتماعية وهي آنسة صغيرة في نحو الثالثة عشرة من عمرها وسمعت هي واخوتها، وهي في تلك السن، أحاديث كثيرة للزعيم الذي أحب هذه العائلة الكريمة. وكانت له بها صلة صداقة حميمة، وكثيراً ما كان يُرى في زيارتها فتشغل الاجتماعات الخصوصية والحزبية أحاديث الحركة السورية القومية الاجتماعية وأبحاث قضاياها الأساسية والشكلية، وكان جميع أفراد العائلة يشتركون في تلك الأحاديث والأبحاث بعضهم بالمداولة وبعضهم، خصوصاً الصغار، بالإصغاء. تبدي اليوم السيدة كمال معلوف أبي شعر نشاطاً أدبيًّا في نطاق العمل القومي الاجتماعي، وقد وقفنا قي مجلة الثقافة على ما يمكن أن يكون باكورة أعمالها القومية الادبية هو مقال عنوانه “حول العائلة والتربية” الذي ستنشره في عدد مقبل.

الرفقاء الجنود أمثال الرفيق منير الملاذي، والرفيق صلاح شيشكلي، وغيرهما الذين قاموا بأعمال في الماضي وبحركات حربية قي المعارك الأخيرة التي أصبح ممكناً حدوثها وشمولها جميع مناطق الوطن على السواء بفضل الوجدان القومى الذي أوجده الحزب السوري القومي الاجتماعي.

الرفيق الأستاذ الحقوقي أكرم حوراني، المنفذ العام السابق لمنفذية حماه وعضو المجلس النيابي الشامي اليوم، يُظهر شخصية قومية اجتماعية تشريعية ممتازة – شخصية نمت في النظرة القومية الاجتماعية وقواعدها السياسية – الاجتماعية – الاقتصادية – النفسية فكانت هذه الشخصية التشريعية التي نقلت المجلس النيابي الشامي كله من قاعدة التفاضل الديني وامتياز بعض الفئات المذهبية على البعض الآخر إلى الوحدة القومية وإبطال التنافس الحزبي الديني ومساواة الحقوق لجميع أفراد الشعب.

تكلمنا في الفقرات السابقة على الشخصيات البارزة في مركز الحزب في المنطقة اللبنانية، والفقرتان الأخيرتان فقط تناولتا شخصيات من المنطقة الشامية. ولكن يوجد في هذه المنطقة كما في المنطقة الفلسطينية وعبر الأردن شخصيات نامية في الحركة السورية القومية الاجتماعية ستتصل بنا أخبارها فننشرها.

في فروع الحزب السوري القومي عبر الحدود يوجد أيضاً شخصيات يصح أن يُذكر امتيازها، وسنتابع إعطاء هذه اللمحات الشخصية لأعضاء الحزب السوري القومي الاجتماعي البارزين بمؤهلاتهم وأعمالهم وإنتاجهم حسب المناسبات والمعلومات التي تردنا.

وقد أبقينا ذكر بعض شخصيات المركز وغيرها لفرص أخرى. والحقيقة أنّ هنالك طائفة من الأمناء والرفقاء الممتازين ليست قليلة العدد، ويجب تسجيل ميزاتها وأعمالها البارزة بمعلومات أوسع وإسهاب أكثر، وليس ذلك غرض هذه اللمحات المقتطفة من الأخبار الأخيرة فقط.

 الزوبعة، بوينُس آيرس،
العدد 86، 2/8/1946

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى