مديرية اوتاوا تحيي الأوّل من آذار

في مناسبة الأول من آذار، عيد مولد سعاده مؤسس الحركة السورية القومية الاجتماعية، وتحت عنوان “دعم أبناء شعبنا المتضررين بسبب الزلزال الذي ضرب الشمال السوري”، أقامت مديرية أوتاوا (كندا) احتفالًا ضخمًا في العاصمة الكندية، حضره ما يزيد عن الأربعمائة وخمسة وعشرين من القوميين الاجتماعيين وأصدقائهم.
فقبل دقائق من الموعد المحدّد لبدء الاحتفال غصّت قاعة الاحتفالات في كنيسة مار الياس بالقوميين الاجتماعيين والمواطنين وأصدقائهم الكنديين. فبعد سنتين من القيود التي فرضتها جائحة كورونا، كان القوميون الاجتماعيون والمواطنون في العاصمة الكندية مع موعد مع فتى الربيع في احتفال شاء القيّمون عليه أن يكون تجسيدًا لمقولة صاحب المناسبة بأن كلَّ ما فينا هو من الأمّة وكل ما فينا هو للأمة، فخصصوا ريعه وعائداته لدعم ومساعدة المتضررين من الزلزال الذي تعرّضت له مناطق الشمال السوري.
حضر الاحتفال، إلى جانب المسؤولين الحزبيين، القنصل اللبناني الأستاذ كامل الشيخ علي، وممثلة منظمة الصليب الأحمر الكندي السيدة ألكسيا باركو، ومسؤولو التيار الوطني الحر في أوتاوا وكندا، والمسؤولون في مؤسسة “أهل البيت” و”مسجد الإمام علي” والجمعية الفلسطينية والجمعية السورية، بالإضافة إلى ممثلين عن منظمات حقوقية وإنسانية كندية وعربية.
بعد افتتاح الحفل بالوقوف دقيقة صمت تكريمًا لضحايا الزلزال، تلاه النشيدان الكندي والسوري القومي، رحّب عريفا الاحتفال، الرفيق فادي خوري والمواطنة ليزا الجرّاح، بالحضور شاكرَينهم على تجاوبهم المميز والسريع في دعم منكوبي الزلزال، أوّلًا بحضورهم الحفل، الذي يعود ريعُه لدعم مبادرات الإغاثة السريعة، وثانيًا من خلال مساهمتهم في حملة التبرّع التي بادرت مديرية أوتاوا بتنظيمها وتعميم تفاصيلها عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل مع وصول التقارير الأولية عن المأساة التي تعرّض لها شعبنا في شمال الشام وفي لواء الاسكندرون.
كما ووجّه العريفان رسائل شكر وامتنان للشركات والمنظمات الكندية وشركات يملكها أبناء الجالية السورية في أوتاوا وضواحيها، على مساهماتهم السخية للحملة من خلال التبرعات وتقديم المساعدات.
المتحدثة الأولى كانت ممثلة الصليب الأحمر الكندي السيدة ألكسيا باركو، التي قدّمت عرضًا تفصيليًا للمشروع المشترك بين الصليب الأحمر الكندي والنادي السوري الكندي الهادف إلى جمع التبرعات الفورية لدعم وإغاثة المتضررين، وذلك من خلال البوابة الإلكترونية Web Portal التي أُنشئت خصّيصًا لفسح المجال أمام المواطنين الكنديين عامة للتبرع.
وأشارت السيدة باركو إلى حجم المأساة التي يعاني منها السوريون في المناطق التي ضربها الزلزال، وإلى سعي الصليب الأحمر الكندي إلى تأمين أكبر قدر من الدعم وبأسرع وقت ممكن. كما وأشادت بمجهود النادي السوري الكندي، الذي يرأسه حضرة مدير المديرية الرفيق جورج خليل أيوب، في مبادرته لتوفير وسائل الدعم عبر البوابة الإلكترونية ومن خلال إقامته الحفل المخصص لهذا الغرض.
بعدها كان لحضرة مدير المديرية، الرفيق جورج خليل أيوب، كلمة جاء فيها:
أهلًا وسهلًا بكم إلى هذه الأمسيةِ التي أردناها نافذةَ أملٍ نَطُلُّ نحنُ وأنتم منها على شؤونِ شعبنا، لنُضيءَ على معاناتِه، للكشفِ عن مسبِّباتها، ولِنَجِدَ معًا العلاجَ الناجعَ للتخفيفِ من تلك المعاناة.
احتفالُنا هذا العام له نكهةٌ فيها شيءٌ من المرارة، ولكن الظروفَ الصعبةَ تولّدُ الإرادةَ الصلبةَ لتجاوزِ التحدياتِ بعزيمةٍ وإيمان. فحين قرّرنا مع نهايةِ العامِ الماضي إقامةَ هذا الحفل، كان هدفُنا جمعَ أبناءِ جاليتِنا بعد أن فرّقتنا ظروفُ الجائحة. لكنّ أحداثَ الأسابيعِ القليلةِ الماضية فرضت علينا القيامَ بتغييراتٍ جذريةٍ وتعديلٍ للأهدافِ، كريعِ الحفلة ومحفزاتِ العمل وأساليبِه. لأن أبناءَنا وأهلَنا تحت الأنقاضِ والركام في الشمالِ السوري فرضوا علينا حقيقةً جديدةً ومعادلاتٍ تختلفُ عن سابقاتها.
ولا نذيعُ سرًّا في قولِنا إن حجمَ المأساةِ التي ضربت شمالَ وطنِنا قد تضاعَفَ عشراتِ المرّات، إن لم يكن مئاتَها، في ظلِّ الحصارِ المفروضِ منذ ما يزيدُ عن العقدِ من السنين، وحملاتِ التجويعِ والعقوباتِ المجحفةِ التي يتعرّضُ لها شعبُنا في سورية-الشام وفلسطينَ ولبنان.
ولأن شعبَنا يتعرضُ وبشكلٍ يومي لشتى أنواعِ الاحتلالِ والحصارِ والهمجية، سأحدثُكم عن مفهومِ الحريةِ عند سعاده، المفهوم الذي يدعو إلى رفعِ شأنِ شعبِنا وترقيةِ حياته وإنشاءِ نظامٍ أخلاقيٍ جديد، أساسُه الحرية، حريةُ المجتمعِ السيدِ المستقل.
كلُ الحركاتِ التي لا تسعى الى ترقيةِ شعبِها وتضمنُ له مستقبلاً آمناً في التعليمِ والصحةِ والعمل والعدلِ والمساواة، وبالأخص الحرية، علينا نبذُها جانبًا وإدانتُها والعملُ على إلغائها كلّيًا.
فمفهومُ الحريةِ عند سعاده يطالُ أبناءَ شعبِنا دون استثناء، حتّى هؤلاءِ الذين نختلفُ مَعَهُم في السياسة، فصراعُ الأفكارِ يقررُ مصيرَه الشعبُ في خياراتِه.
إنطلاقًا من هذ القناعة، فإننا لا نفرّقُ اليوم، كما يفعلُ البعض، فيما بين الذين نسعى اليوم إلى توفيرِ المساعداتِ لهم، فلا السياسةُ عاملًا ولا للإيمان الديني للمتضررين والمنكوبين تأثيرٌ على من تصلُه الإعانات.
ومن نفسِ المنظارِ نرى اليوم، كما رأينا بالأمس، إلى فلسطينَ، جنوبَنا السوري، دون تمييزٍ بين فصيلٍ سياسيٍ وآخر، من ناحيةِ توفيرِ الدعمِ في مقاومةِ الاحتلال، ولكننا لا نساومُ، في الوقتِ نفسِه، على مسألةِ حفظِ كرامةِ شعبِنا وعزّتِهِ على كامل الترابِ الفلسطيني السوري.
وانطلاقًا، أيضاً من هذا المفهوم، فإن قوافلَ المساعدات التي غصّت بها الطرقاتُ والمعابر بين بيروتَ وحلب، وبين بغدادَ والشمالِ السوري، وبالأمس بين عمّانَ ودمشق، ما هي إلّا تجسيدًا واقعيًّا لما دأبنا على المطالبةِ بهِ لعقودٍ من السنين، في إسقاطِ حدودِ سايكس بيكو المصطنعة التي قطّعت أوصالَ وطنِنا الجميل. إفتحوا الحدود… أسقِطوا المعابر.
في ظلِّ هذه الظروفِ الصعبةِ والصعبةِ جدًا التي تَعصِفُ بوطنِنا من بحرِهِ إلى أهوازِه، ومن باديتِه إلى زغروسِه، نقفُ أمامَ السؤالِ الصعب: ما هو دورُنا نحن في المغتربات؟ نعم، إنه السؤالُ الصّعب، ولكن الجوابَ عليه يكادُ يخرجُ من حناجرِنا من تلقاءِ نفسِه. أهلُنا في وطنِنا الأم سيبقَون أهلَنا، شاءَ من شاءَ وأبى مَن أبى. نحن ملزمون بدعمهم ومساعدتهم ولن تقفَ حاجزًا أمامَنا لا قوانينُ قيصريةٌ ولا مَن يحزنون. فكما يهبُّ العالمُ اليوم مُدافعًا عن حقوقِ المستضعفين في أوروبا وآسيا وغيرها من المناطق، ليساعدَ ويقدّمَ الدعم، فأبناؤنا وأخوتُنا وأهلُنا بحاجةٍ لنا اليوم، ولن نخيِّبَ لهم أملاً. فكلُّ ما فينا هو من الأمة ولها. وعلى الدولِ الحرّةِ أن تتخلّى عن سياساتِ القياسِ بمقياسين. وكما أن تلك الأممَ تدعو وتناضلُ من أجلِ المساواةِ في مجتمعاتِها، عليها أن تتخلى عن الرياءِ في قوانينِها الصارمةِ والمتعجرفة، فيما يتعلّقُ بمصائرِ الأممِ الأخرى. هذا هو دورُنا، لأننا نؤمنُ كلَّ الإيمان بقولِ سعاده:
“إن لم تكونوا أنتم أحرارًا من أمةٍ حرةٍ فحرياتُ الأممِ عارٌ عليكم.”
ولتحي سورية!
وكما جرتِ العادة في احتفالات الأول من آذار في مديرية أوتاوا، حيث يُصار إلى تكريم أحد المواطنين الذين ساهموا مساهمة فعّالة في نشاطات المديرية، قام حضرة المدير بعد ذلك بمنح المواطنة مارينا حجّار سيغين درع الصداقة، تقديرًا لعطاءاتها ومساهماتها القيمة، لا سيّما خلال الشهرين الماضيين من موقعها كعضو في اللجنة التحضيرية لاحتفالية أول آذار.
بعد عشاء فاخر قدّمه طاقم قاعة الاحتفالات في مركز كنيسة مار الياس عقد المحتفلون حلقات الدبكة التراثية على أنغام محي الحفل الفنان اليبرودي وفرقته الموسيقية. ومن ثمّ جرى سحب يانصيب على جوائزَ قيمة قدّمها عدد من أصحاب الشركات والمحال التجارية في مدينة أوتاوا وضواحيها، كان أبرزها لوحة زيتية من تقدمة معهد الفنون الجميلة في مدينة غاتينو الكيبيكية وتذكرة سفر ذهابًا وإيّاباً بين أوتاوا وبيروت تقدمة شركة جورج نقولا أيوب GNA للاستيراد والتصدير.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى