حديث الزعيم إلى جريدة لوسوار

(حَظِيَ مندوب جريدة لوسوار الصادرة في بيروت باللغة الفرنسية بمقابلة الزعيم في مقره ووجّه إليه الأسئلة التالية التي تنشرها مع أجوبتها:)

س – ما هي في نظركم، قيمة انتخابات 25 مايو/أيار 1947 وما هو الدواء للحالة؟

ج – إنّ انتخابات 25 مايو/أيار كانت وسيلة لإطالة حالة حكومية شاذة، وكانت لِتَكْفَل لجماعة من السياسيين الإفراديين المحرومين من كل شعور بالمسؤولية، الدوام في كراسي الحكم. والحل الوحيد لا يكون إلا بإصلاح شامل على اساس الإرادة القومية.

س – ما هو موقفكم في حال إبقاء الحكومة لمذكرة التوقيف بحقكم؟

ج – أما موقفي فهو: الانتظار والمراقبة، إنّ حل القضية هو بيد الكتلة الحكومية.

س – ما رأيكم في الجامعة العربية ودورها في حل مشاكل العالم العربي؟

ج – إنّ الجامعة العربية هي شكل لتطبيق برنامجنا لإيجاد جبهة عربية. يظهر أنّ هذه الجامعة تتجه نحو صيرورتها نظاماً للإدارة المركزية أو مؤسسة تنفيذية مركزية تهدف إلى قيادة جميع أمم العالم العربي.

إنّ مشاكل ومصالح كل أمة عربية والمصالح المشتركة بين مجموعة هذه الأمم لم تُحدَّد ولم تُمثَّل في الجامعة. هنا تخلق صعوبة المحافظة على المصالح القومية لشتى الأقطار العربية والدفاع عنها.

س – هل يخبئ إطلاق يد الشركات الأجنبية بالبترول السعودي مطامع استعمارية؟

ج – إنّ صلة وثيقة تربط الاستعمار بالسيطرة على مصادر المواد الأولية.

س – هل توافقون على قرار الهيئة العربية العليا بمقاطعة لجنة تحقيق الأمم المتحدة بفلسطين؟

ج – إني لا أعتقد أنّ هذه المقاطعة تغيّر مجرى الحوادث ونتائجها.

س – كيف تفسرون إدخال اعتراف العراق بضم تركية للواء الإسكندرونة على المعاهدة العراقية – التركية الجديدة؟

ج – إنّ العراق قبل بالأمر الواقع بضم لواء الإسكندرونة إلى تركية من دون استشارة باقي الدول السورية. إنّ هذا الاعتراف لا يغيّر الواقع الحقوقي لهذا اللواء ولا حقوق سورية القومية.

س – برنامجكم ينص على إيجاد “جبهة من الشعوب العربية” فما هي الغاية من هذه الجبهة وهي تشمل أفريقية الشمالية؟

ج – إنّ الهدف هو الدفاع عن استقلال أمم العالم العربية وحريتها.

س – هل تعتمدون على مساعدة الحكومات العربية لبلوغ الأهداف التي تعملون لها؟

ج – نحن نعمل على أساس داخلي بحت. يجب على الأمة نفسها أن تقرر مصيرها السياسي.

س – ما هو نصيب الانشقاق المزعوم في حزبكم، على أثر خطابكم فور وصولكم إلى لبنان, من الصحة؟

ج – لم يحصل أن انشقاق في قلب الحزب. إنّ الحزب القومي الاجتماعي هو اليوم أقوى مما كان عليه في أي وقت مضى. يمكن حصول قضايا شخصية تقرر حلها القوانين الدستورية والداخلية.

س – ما هو رأيكم في الدستور اللبناني كما هو حاليًّا؟

ج – إنّ الدستور اللبناني ينقصه أساس حقوقي صحيح، إذ إنّ الدستور الحالي لم يوضع من قِبَل مجلس منتدب انتداباً خاصًّا وضروريًّا لهذه الغاية.

س – في الحقل الاقتصادي: أتؤمنون بنظام التبادل الحرّ أم بنظام الحماية له؟

ج – إنّ شيئاً من الحماية ضروري للتقدم الزراعي والصناعي في البلاد.

س – ما رأيكم في الصناعة اللبنانية؟

ج – أية صناعة ذات قيمة تستحق الذكر وإمكانية نجاح كوسيلة اقتصادية بمعناها القومي يمكن تصورها فقط إذا أخذنا سورية الطبيعية كأس ومجال للعمل.

س – هل بلغ، في نظركم، لبنان أو الشعب اللبناني النضوج السياسي الذي يخوّله الحياة الديموقراطية الحقة كما يراها الغرب؟

ج – بعد إصلاح يكون من نتائجه إعادة تنظيم حياة الشعب على مبادئ أساسية، يحصل الشعب على هذا النضج.

س – هل تؤيديون توزيع الملكيات الكبرى لمصلحة المزارعين كما حدث في بولونية في نهاية الحرب الأخيرة؟

ج – أقول بإعادة النظر كليًّا بنظامنا الاقتصادي. وإنّ هذه المسألة ليست بنظري، في التجزئة أو عدم التجزئة، بل في الإنتاج والتوزيع على أساس عدل اجتماعي.

 نشرة عمدة الإذاعة، بيروت،
المجلد 3، العدد 2، 15/7/1947

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى