تعامي الراعي عن الحق يبشر بمآرب خطيرة

“تعرفون الحق والحق يحرركم”
(يوحنا 8/32)

يصرّ البطريك بشارة الراعي مرة تلو الأخرى على التعامي عن الحق في الصراع مع العدو الإسرائيلي، وكأنّ بلادنا اختارت طواعية الوقوع تحت نير الظلم والاحتلال والتّهجير منذ قرن حتى الآن.

يتعامى الراعي عن مئات المجازر والاعتداءات المتكرّرة من قبل العدو ويضع الحجّة على من حمل السلاح لرفع الظّلم وتحرير أرضه من رجس عصابات الاستيطان والاقتلاع وتزوير التاريخ والدين.

يتعامى الرّاعي عن مسيرة طويلة من الطّغيان على أرضنا ومواردنا ومحاولات فرض الاستسلام علينا، ويتناسى قول السّيّد المسيح في وجه الكتبة والفريسيين “أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ! الَّذِينَ يُصَفُّونَ عَنِ الْبَعُوضَةِ وَيَبْلَعُونَ الْجَمَلَ.” (متى 23: 24)

إنّ إغفال الظلم وغض النظر المتكرّر عن الحق، يُبشّر بمآرب خطيرة. فلا الهدنة مع العدو أتت بحماية للبنان، ولا الحياد خيار أصحاب الحق، بل خيار المستسلمين. وبلا شكّ، فإنّ رعاية الفساد والتنعّم بالمغانم بينما تئن الرعية تحت نير الجوع والعوز، لا تنقذ البلاد من نير التبعيّة، ولا الاستثمار بدماء أبرياء المرفأ يعيد للبنان دوره وحيوته. بل قوّته، وقوّته فقط هي السبيل الوحيد لاستعادة السيادة والدور والوصول إلى التطوّر والرقي.

“ويل للمستسلمين الذين يرفضون الصراع فيرفضون الحرية وينالون العبوديّة التي يستحقون”
أنطون سعاده

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى